تُوصف المستحلبات المايكروية بأنها تبعثر سائلين غير مزوجين مع بعضهما بشكل جملة واحدة شفافة، رائقة، ثابتة ثرموديناميكياً بأبعاد نانومترية صغيرة تتراوح بين 10-100 نانومتر1. يمتاز المستحلب المايكروي بثبات عالٍ وعمر رف طويل الأمد. لا يتوقع حدوث فصل أطوار أو حتى تقشد أو ترسب ضمنه، وهذا ما يميزه عن المستحلبات الأُخرى التي يعتبر ثباتها ضعيف وعمر الرف قصير1. فكان هدف هذه الورقة البحثية التحقق من ثباتية صيغتي مستحلب مايكروي دوائيتين لريزدرونات الصوديوم من خلال فحوص الثبات الفيزيائية (التثفيل) والحرارية (الأرجحة الحرارية، درجات حرارة ثابتة لمدة شهر)، مع التركيز على مقارنة بعض صفات المستحلبات (المظهر الفيزيائي، قرينة الانكسار، أبعاد القطيرات، وغيرها) قبل وبعد دراسة الثبات لاستقصاء التغييرات الحاصلة وتحري اختلاف قدرة مكونات المستحلب المايكروي في التأثير على ثباتيته على وجه الخصوص كل من العامل الفعال على السطح والعامل المساعد. كان التغيير الوحيد في الفحوصات الحرارية بأبعاد القطيرات للصيغة الحاوية على زيادة من العامل المساعد بنسبة (1/2) (توين80/غليسرين) أمّا الصيغة الحاوية على زيادة العامل الفعال على السطح بنسبة (2/1) (توين80/غليسرين) فكان لها ثبات عالٍ دون أي تغيير.
المقدمة Introduction
تُعرّف المستحلبات تبعاً للاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية International Union of Pure and Applied Chemistry IUPAC بأنها أنظمة غرويدية سائلة Liquid Colloidal Systems ناتجة عن قطرات سائل ما ضمن سائل آخر غير مزوج معه2. تخضع هذه المستحلبات إلى تصنيفات مختلفة تبعاً لعدة عوامل كأبعاد قطرات الطور الداخلي المُتبعثر الذي يصنفها في ثلاثة أنواع:
ا. المستحلبات الماكروية (الخشنة) Macro/Coarse emulsion: أبعاد الطور الداخلي فيها أكبر من 400 نم.
ب. المستحلبات النانوية (فائقة النعومة) Nano/Ultra-fine emulsion: تتراوح أبعاد الطور الداخلي المتبعثر من 100 إلى 400 نم.
ج. المستحلبات المايكروية Microemulsion: وتكون أبعاد الطور الداخلي المتبعثر من 10 إلى 100 نم.3
بينما تميز طرق تحضير هذه المستحلبات بين نوعين منها، وهي:
ا. مستحلبات تحتاج إلى تقديم طاقة للجملة المكونة من الزيت والماء والعامل الفعال على السطح حتى يحدث استحلاب وامتزاج، حيث يتواجد ما يسمى بحاجز طاقيEnergy Barrier محدد لكل جملة نحتاج إلى تقديم طاقة أعلى منه لتجاوزه، وبوجود العوامل الفعالة على السطح _وهي شرط أساسي في مثل هذه الجمل_ نصل إلى تمام الامتزاج وتوضع العامل الفعال على سطح الفصل وانحلال كل من جزئيه ضمن الطور المُفضل له3.من أمثلة هذه الطاقة المقدمة: الطاقة الحرارية(تسخين) Heating energy، والطاقة الحركية (كالتحريك) Mechanical Energy. ويندرج تحت هذا النوع كل من المستحلبات الخشنة، والمستحلبات النانوية.3
ب. مستحلبات لا تحتاج إلى طاقة لتشكيلها:
يعتبر تشكلها عملية عفوية Spontaneous بمجرد تواجد مكونات هذه الجملة بالتراكيز المطلوبة تستطيع بعملية مزج بسيطة تشكيل مستحلبات بأبعاد دقيقة متجانسة. كما هو الحال بالنسبة للمستحلبات المايكروية4. تمتلك مكونات هذه المستحلبات كل منها على حدى طاقة أعلى من وجودها سويةً أي أنها تنتقل إلى حالة الراحة بطاقة حرة أقل عند مزجها مع بعضها بالتراكيز المضبوطة3. ويلعب هذا الأمر دوراً هاماً في تفسير الثبات الثرموديناميكي العالي لهذه الجمل وعمر الرف الطويل مقارنةً بالأشكال ثنائية الطور الأُخرى. تتداخل عدة عوامل في تحديد درجة ثبات المستحلبات باختلاف أنواعها تدرجاً من الخشنة إلى المايكروية، تستند في أغلبها إلى مفهوم الطاقة الحرة ضمن الجملة ثنائية الطور بشكلها النهائي ومقارنتها بمجموع الطاقات الحرة الأولية لمواد الصيغة الصناعية. وبناءاً على ذلك فإنّ المستحلبات الخشنة أو الماكروية والمستحلبات النانوية تحتاج إلى تقديم طاقة للجملة بتوفر العامل الفعال على السطح حتى الوصول إلى حالة الثبات. لكن وباعتبار أن الطاقة هذه مكتسبة فتكون الجملة بعد التصنيع في حالة سعي للرجوع إلى وضع الراحة، المتمثل بانفصال الأطوار وعودة كل طور على حدى أي حدوث فصل أو انكسار Breaking بالمستحلب.3 مما يجعل هذين النوعين من المستحلبات غير ثابتة بمجرد تقديم طاقة للجملة، أمّا في حال المستحلبات المايكروية فكذلك تعقيباً على ما تم ذكره في طريقة التحضير لهذه المستحلبات، فإنها تتواجد بعد التصنيع بطاقة حرة للجملة أقل من مجموع الطاقات الحرة لمكوناتها قبل المزج، مما يجعلها تحافظ دائماً على هذه الوضعية فيعطيها فترة ثبات قد تصل حدود الديمومة.5 نتيجة لما سبق أولى العلماء جهد كبير للتأكد من ثباتية المستحلبات المايكروية ودراستها، حيث تخضع هذه المستحلبات لفحوص ثبات خاصة نوعاً ما بتعريضها للأمور التي قد تسرع من تخربها او فصل اطوارها. وأهمها درجة الحرارة، حيث تعتبر صيغ المستحلبات المايكروية حساسة لتغيرات درجة الحرارة بشكل كبير، فكانت أشيع فحوص الثبات لهذه المستحلبات هي دراسة التغيرات الطارئة عليها ضمن درجات حرارة مختلفة (كحرارة الغرفة، حرارة عالية، حرارة منخفضة)، لمدة معينة من الزمن شهر أو ثلاثة أشهر6. أمّا العامل الآخر لدراسة الثبات يكون بتحري الثبات الفيزيائي لصيغ المستحلبات المايكروية عن طريق تثفيلها بسرعات معينة تتراوح بين 2000 حتى 10,000 دورة في الدقيقة، لمدة ربع أو نصف ساعة ثم تقصي وجود أي خلل في بنية هذا المستحلب الدوائي من فصل أطوار أو ترسيب في المادة الفعالة7،8. تصف هذه الورقة البحثية فحوصات الثبات المختلفة لصيغتي مستحلب مايكروي من مادة ريزدرونات الصوديوم المؤلفة من زيت دوار الشمس كطور زيتي، والتوين80 كعامل فعال على السطح، والغليسرين كعامل مساعد مع الماء الممثل للطور المائي، بعد اختبار تحميل هذه الصيغ بالمادة الفعالة باختلاف نسب مكونات المستحلب، حيث تختلف هاتان الصيغتان عن بعضهما بنسبة عناصر المزيج الفعال من: العامل الفعال على السطح (التوين80)، والعامل المساعد (الغليسرين). وذلك لدراسة أثر هذه النسبة في ثبات المستحلب المايكروي فيزيائياً بالتثفيل، وحرارياً بدرجات حرارة مختلفة لفترات زمنية متنوعة.
المواد والطرائق Materials and Methods
المواد: ريزدرونات الصوديوم من شركةJPN Pharma الهندية، زيت دوار الشمس من شركة Croda الهندية، توين80 من شركة Riedel-de Haën الألمانية، والغليسرين من شركة Panreac corp الإسبانية.
الطرائق:
يوضح الجدول (1) مكونات صيغتي المستحلب المايكروي المدروسة.
الجدول (1): صيغ المستحلب المايكروي التي أُجريت عليها الفحوصات والاختبارات المختلفة¨ | ||||
المكون | الصيغة 1 | الصيغة 2 | الصيغة 3 | الصيغة 4 |
الماء(غ) | 0.5 | 0.5 | 0.5 | 0.5 |
الزيت (غ) | 0.45 | 0.45 | 0.45 | 0.45 |
التوين80 (غ) | 2.7 | 2.7 | 1.35 | 1.35 |
الغليسرين (غ) | 1.35 | 1.35 | 2.7 | 2.7 |
ريزدرونات الصوديوم (مغ) | 5 | 10 | 30 | 40 |
¨ كميات السواغات المذكورة في الجدول استُخدمت لتحضير 5غ مستحلب مايكروي من كل صيغة |
طريقة التحضير: تُوزن الكمية اللازمة من التوين80، الغليسرين والزيت، ثم تُعرّض للأمواج فوق الصوتية لمدة خمس دقائق بحرارة الغرفة، وتُمزج بعد ذلك بواسطة المحرك المغناطيسي بسرعة (750 rpm) ولمدة خمس دقائق. تُضاف ريزدرونات الصوديوم إلى المزيج السابق بالتدريج حتى انتهاء كامل الكمية مع تعريض المزيج للأمواج فوق الصوتية لمدة خمس دقائق بعد كل إضافة. بعد الانتهاء من كامل الكمية المطلوب تحميلها ضمن الصيغة يُضاف الماء بالتدريج قطرة فقطرة مع التحريك المستمر بواسطة المحرك المغناطيسي9. وفي نهاية التحضير يُحرك المستحلب النهائي خمس دقائق بسرعة مناسبة، يتلوها تعريضه للأمواج فوق الصوتية لمدة 15 دقيقة مع الحفاظ على درجة الحرارة أقل من 35 درجة مئوية ثم تُحفظ كل صيغة بعبوة زجاجية محكمة الاغلاق بحرارة الغرفة لتقييمها في اليوم التالي.
2.1. فحص المظهر الفيزيائي Physical appearance:
2.2. فحص قرينة الانكسار Refractive Index RI:
تساعد قرينة الانكسار في تعيين نمط المستحلب المايكروي من خلال مقارنة قيمتها الخاصة بالمستحلب مع كل من قيمتي قرينة انكسار الزيت والماء المستخدمين في تحضيره، مما يشير إلى طبيعة الطور الخارجي فيما إذا كان من طبيعة مائية أو زيتية12. استخدم جهاز CARL ZEISS JENA في تحديد قرينة الانكسار الخاصة بكل مستحلب مع قياس قرينة الانكسار لكل من الماء المقطر والزيت.
3.2. فحص نفاذية الضوء المرئي Transmission (T%):
يُعتبر فحص نفاذية الضوء ضمن عينة المستحلب الممددة خاصية ضوئية مميزة له تشير أو تقيس عكارة هذا المستحلب من خلال علاقتها بأبعاد قطيرات الطور المبعثَر، ويمتاز قياسها بكونه سهل وسريع ويحتاج كميات قليلة نسبياً من الصيغة13. تم القياس باستخدام جهاز الطيف الضوئيT80 UV VIS Spectrophotometer، حيث أُخذ (1مل) من كل عينة مستحلب ومُددت باستخدام الماء المقطر 100 ضعف، ثم قيست نفاذيتها(T%) عند طول موجة 650 نم باستخدام الماء المقطر كناصع14.
2.4. قياس حجم القطيرات ومجال توزعها Droplet size and distribution:
قيست ابعاد قطيرات المستحلبين باستخدام تقنية تشتت الضوء الديناميكي Dynamic Light Scattering DLS ضمن جهاز (Zetasizer, Malvern) لتقييم أبعاد القطيرات المُبعثرة ومدى تجانس توزعها بالاعتماد على منسب التشتت Polydispersity Index PdI، والذي كلما صغُرت قيمته وكانت أقرب إلى 0.1 كان تشتت أبعاد العينة ومجال توزع هذه الأبعاد ضيق أي عينة متجانسة. يتم الفحص بأخذ (1مل) من صيغة المستحلب المايكروي وتمديدها بالماء ثنائي التقطير 100 ضعف مع تعريضها للمزج بالأمواج فوق الصوتية لمدة مناسبة، ثم يُؤخذ منها عينة بعد تثبيت قرينة انكسارها ضمن برمجية الجهاز لتعطي النتيجة بشكل جداول أو منحنيات.
3.1. دراسة الثبات الفيزيائي للمستحلبات المايكروية Physical Stability:
تمت دراسة الثباتية الفيزيائية لصيغتي المستحلب المايكروي الناجحتين من خلال تثفيل (5غ) من المستحلبات الدوائية بسرعة 5000 (دورة/دقيقة) بمثفلة HERMLE Z 200A ولمدة نصف ساعة بدرجة حرارة الغرفة8، تُعتبر المستحلبات ثابتة في نهاية الفحص في حال عدم حدوث أي فصل للأطوار أو ترسيب للريزدرونات.
3.2. دراسة الثبات الحراري للمستحلبات المايكروية Thermal Stability:
استناداً إلى كون المستحلبات المايكروية أنظمة حساسة للتغيرات الحرارية سواء اثناء التحضير أو خلال فترة الحفظ، فكان لا بد من تضمين تحري ثبات حراري للصيغ المحضرة وذلك وفقاً لدراستين:
أولاً: دورات الأرجحة للصيغ بين درجات حرارة مختلفة Thermal Cycles:
تتم بتعريض الصيغ الدوائية بعد 24 ساعة من تحضيرها لثلاث دورات حرارية متتالية، وتتألف الدورة الواحدة من (تجميد، حرارة غرفة، تسخين، حرارة غرفة): 24 ساعة بحرارة 5-° مئوية، يتلوها 24 ساعة حرارة 25° مئوية، 24 ساعة حرارة 40° مئوية ثم حرارة 25° مئوية15. وبذلك تنتهي الدورة الأولى. وفي حال تخطي الصيغة هذه الدورة دون حدوث أي عكارة أو ترسيب للريزدرونات أو فصل للمستحلب، تتابع الدراسة للدخول في الدورة الثانية وهكذا حتى اتمام الثلاث دورات.
ثانياً: دراسة الثبات الحراري لمدة 30يوم بدرجات حرارة مختلفةThermal stability for one month:
تُعرّض صيغ المستحلبات المايكروية في هذه الدراسة لدرجة حرارة ثابتة لمدة محددة، وتُراقب خلال هذه الفترة لتحري وجود أي عكارة أو فصل للمستحلب، أو ترسيب للمادة الفعالة.
تمت الدراسة بأخذ (5غ) من كل صيغة بالنسبتين الاثنتين للتوين80/ غليسرين المحمّلة بمادة ريزدرونات الصوديوم ووُضعها ضمن حرارة:
4°م، 25°م، 40°م لمدة 30 يوم6،16 تُراقب عيانياً بشكل يومي خلال الأسبوع الأول، ثم اسبوعياً حتى نهاية فترة الثبات.
النتائج والمناقشة Results and Discussion
اعتمدنا في هذه الاختبارات على فحوص الخواص البصرية لصيغ المستحلب المايكروي الدوائي حيث تعتبر الصيغة ناجحة في حال امتلاكها مظهر رائق شفاف خالي من أي عكارة أو بلورات لمّاعة تحت المجهر الاستقطابي. يعرض الجدول (2) نتائج فحص الصيغ الأربعة المدروسة.
الجدول (2): نتائج دراسة صيغ المستحلبات المايكروية الدوائية لانتخاب صيغ دراسة الثبات | |||
الصيغة | المظهر الفيزيائي | فحص المجهر الاستقطابي | |
الرواق | الشفافية | ||
الأولى | رائقة | شفافة | ساحة عاتمة خالية من أي بلورات |
الثانية | رائقة | شفافة | بضع بلورات لمّاعة من ريزدرونات الصوديوم |
الثالثة | رائقة | شفافة | ساحة عاتمة خالية من أي بلورات |
الرابعة | رائقة | شفافة | بضع بلورات لمّاعة من ريزدرونات الصوديوم |
يستنتج أنّ الصيغ الدوائية الناجحة من المستحلب المايكروي الدوائي لريزدرونات الصوديوم هي الصيغة الأولى للنسبة (2/1) (توين80/غليسرين) والصيغة الثالثة للنسبة (1/2) (توين80/غليسرين). وهي الصيغ التي ستخضع لفحوص الثبات اللاحقة.
يبين الجدول (3) نتائج دراسة الخواص المختلفة لصيغتي المستحلب المايكروي الدوائي بعد تحضيرها وحفظها بحرارة الغرفة ضمن عبوات محكمة الاغلاق لمدة يوم كامل.
كانت النتيجة إيجابية للصيغتين المختبرتين بعد تثفيلها بسرعة 5000 دورة في الدقيقة لمدة نصف ساعة، يتحرى بعد انتهاءها من حدوث أي فصل للمستحلب أو ترسيب لمادة ريزدرونات الصوديوم، حيث أبدت مظهر رائق شفاف متجانس بعد انتهاء الفحص، دون وجود أي ترسيب للمادة الفعالة ضمن أنابيب التثفيل. يبين الشكل (1) صيغ المستحلبات المايكروية قبل وبعد انتهاء فحص الثبات الفيزيائي.
الجدول (3): نتائج دراسة خواص صيغ المستحلب المايكروي الاثنتين قبل البدء بفحوص الثبات | |||||
الصيغة | المظهر الفيزيائي | قرينة الانكسار
RI |
النفاذية
T% |
أبعاد القطيرات
nm |
|
الرواق | الشفافية | ||||
الأولى | رائقة | شفافة | 1.469±0.006 | 99.7% | 8.08 |
الثالثة | رائقة | شفافة | 1.463±0 | 99.2% | 19.21 |
4. دراسة الثبات الحراري لصيغتي المستحلب المايكروي:
خضعت صيغتي المستحلب المايكروي لنمطين من الفحوصات الحرارية: الأرجحة بين درجات حرارة مختلفة (تجميد، حرارة غرفة، تسخين، حرارة غرفة)، وحرارة ثابتة لمدة شهر.
تلخص الجداول (4,5,6) نتائج دراسة هذه الفحوص الحرارية.
يوضح الجدول عدم اختلاف معظم صفات المستحلب المايكروي قبل وبعد دراسة الأرجحة الحرارية كالمظهر العام للمستحلب من رواق وشفافية وغيرها. كذلك الأمر بالنسبة لقرينة انكسار المستحلبات التي بقيت كما هي دون أي تغيير يذكر، مما قد يشير إلى عدم تغير في نمط المستحلبات بخضوعها إلى تغييرات قاسية نسبياً بين درجات حرارة مختلفة. أمّا فيما يخص النفاذية الضوئية ودلالتها على تغير أبعاد المستحلبات فقد سجلت صيغتي المستحلب نسبة نفاذية اعلى من 99% مما قد يدل على بقاء أبعاد الطور الداخلي بحدود نانومترية قليلة جداً، بينما سجّل قياس أبعاد قطيرات الطور الداخلي بمقياس تشتت الضوء الديناميكي DLS بمقياس زيتا معلومات أدق عن تغير أبعاد القطيرات حيث يُلحظ تناقص أبعادها في الصيغتي المدروستين بالمقارنة بالأبعاد المذكورة في الجدول (3) لمستحلبات محضرة ومقاسة بحرارة الغرفة. كان هذا التناقص قليلاً في حال الصيغتين الأولى بالمقارنة مع الصيغة الثالثة ذات النسبة (1/2) (توين80/غليسرين) التي خضعت لتناقص واضح في الأبعاد بعد فحص الأرجحة الحرارية بمقدار 7 نانومتر تقريباً، مما قد يفسر بكون الغليسرين بنسبة أكبر في هذه الصيغة فيظهر أثره بشكل أوضح على خاصية سحب الماء وتقليل انحلال رأس التوين80 القطبي. فقد يعود ذلك إلى انحلالية التوين80 وتغيرها بشكل كبير عند تغيير درجة الحرارة، حيث تقل انحلاليته في الماء بدرجات الحرارة العالية مما يسبب زيادة تغلغله ضمن قطرات الزيت، واقتراب جزيئات التوين 80 أكثر فأكثر وتغير في انحناءاتها على سطح الفصل لتشكيل قطيرات بأبعاد أصغر17. ووجود الغليسرين بهذه النسبة قد يكون ذو تأثير معزز لثبات هذه القطيرات الجديدة بالأبعاد الأصغر فاستطاع الحفاظ عليها حتى بعد وضع المستحلب بحرارة الغرفة عند انتهاء الفحص، وبوصف الغليسرين كمادة محبة للماء مما يرجح احتمال احتفاظه بكمية الماء الإضافية التي حصل عليها عند تعريض المستحلب للحرارة العالية بعد العودة لدرجات حرارة الغرفة.
الجدول (4): نتيجة فحص الأرجحة الحرارية لصيغتي المستحلب المايكروي بدراسة الخواص المختلفة لها | |||
الصفة المدروسة | الصيغة الأولى
(2/1)* |
الصيغة الثالثة
(1/2) |
|
المظهر الفيزيائي
|
الرواق/العكارة | رائق | رائق |
الشفافية | شفاف | شفاف | |
فصل الأطوار | لم يحدث فصل | لم يحدث فصل | |
ترسب الريزدرونات | لم يُلحظ ترسب | لم يُلحظ ترسب | |
قرينة الانكسار RI | 1.469 | 1.463 | |
النفاذية الضوئية T% | 99.6% | 99.5% | |
أبعاد قطيرات الطور الداخلي(نانومتر) | 7.138 | 12.45 | |
* تشير النسبة (2/1) إلى نسبة (توين80/غليسرين) كذلك الأمر بالنسب اللاحقة ضمن الجدول |
الجدول (5): تقييم نتيجة فحص الثبات الحراري للصيغة الأولى (2/1) بثلاث درجات حرارة لمدة شهر | ||||
الصفة المدروسة | حرارة 4°م | حرارة 25°م | حرارة 40°م | |
المظهر الفيزيائي
|
الرواق/العكارة | رائق | رائق | رائق |
الشفافية | شفاف | شفاف | شفاف | |
فصل الأطوار | لم يحدث فصل | لم يحدث فصل | لم يحدث فصل | |
ترسب الريزدرونات | لم يُلحظ ترسب | لم يُلحظ ترسب | لم يُلحظ ترسب | |
قرينة الانكسار RI | 1.469 | 1.468 | 1.469 | |
النفاذية الضوئية T% | 98.6% | 99.4% | 99.36% | |
أبعاد قطيرات الطور الداخلي(نانومتر) | 9.1 | 9.19 | 8.94 |
يبين الجدول السابق حفاظ المستحلب المايكروي بالصيغة الأولى (2/1) على جميع مواصفاته المذكورة بعد مرور شهر ضمن درجات حرارة مختلفة من تبريد بحرارة 4°م، وتسخين بحرارة 40°م، وحرارة الغرفة 25°م. فلم يُسجل أي تغيير في المظهر الفيزيائي للعينة، أو درجة انكسارها (مما قد يشير إلى حفاظ هذه الصيغة على نمطها بعد انتهاء فحص الثبات)، وكذلك الأمر بالنسبة لأبعادها حيث بقيت دلالة نسبة نفوذ الضوء عالية كما هو الحال قبل بدايته (99.4%)، بينما لم تتعدا الزيادة في أبعاد قطيرات الطور الداخلي واحد نانومتر في جميع درجات الحرارة المدروسة، مما يشير إلى ثباتية عالية لهذه الصيغة اتجاه تغيرات درجات الحرارة التي قد تتعرض لها أثناء التحضير أو في عمليات نقل وحفظ الشكل الصيدلاني. يوضح الشكل (2) نتيجة فحص أبعاد قطيرات الطور الداخلي للصيغة الأولى بدرجات الحرارة المختلفة. حافظت صيغ المستحلب المايكروي الدوائي ذات النسبة (1/2) على ثباتها في جميع درجات الحرارة المدروسة كطور وحيد شفاف رائق. مع قرينة انكسار ثابتة قد تشير إلى عدم حدوث تغير في نمط المستحلب قبل الفحص وبعده. أمّا فيما يخص أبعاد قطيرات الطور الداخلي فإن النقصان البسيط الحاصل في قيم أبعاد قطيرات الطور الداخلي فيمكن تفسيرها كما هو الحال في فحص الأرجحة بوجود الغليسرين بنسبة أعلى ضمن هذه الصيغة مما يظهر أثره بشكل أكبر على تغيير خواص العامل الفعال على السطح من حيث انحلالية جزئه المحب للماء، وزيادة تغلغله ضمن الزيت، واقتراب جزيئاته من بعضها بشكل أكبر ضمن فلم سطح الفصل للحصول على قطيرات بأبعاد أصغر ثابتة بهذه الأبعاد بفضل وجود الغليسرين بكمية زائدة مقارنةً بالصيغة الأُخرى.
الجدول (6): تقييم نتيجة فحص الثبات الحراري للصيغة الثالثة (1/2) بثلاث درجات حرارة لمدة شهر | ||||
الصفة المدروسة | حرارة 4°م | حرارة 25°م | حرارة 40°م | |
المظهر الفيزيائي
|
الرواق/العكارة | رائق | رائق | رائق |
الشفافية | شفاف | شفاف | شفاف | |
فصل الأطوار | لم يحدث فصل | لم يحدث فصل | لم يحدث فصل | |
ترسب الريزدرونات | لم يُلحظ ترسب | لم يُلحظ ترسب | لم يُلحظ ترسب | |
قرينة الانكسار RI | 1.467 | 1.463 | 1.465 | |
النفاذية الضوئية T% | 97.3% | 97.4% | 96.2% | |
أبعاد قطيرات الطور الداخلي(نانومتر) | 13.56 | 11.8 | 13.22 |
الاستنتاجات Conclusions
أكدت هذه الورقة البحثية على الثباتية الكبيرة لأنظمة المستحلبات المايكروية، بوصفها أشكال صيدلانية عالية الثبات من خلال تعريضها لشدة فيزيائية (عملية التثفيل)، وحرارية (دراسات الأرجحة والمدة الزمنية متوسطة الطول)، ومقارنة خواصها قبل وبعد تعريضها للشدة الحرارية. وقد تجسد ذلك بدراسة صيغتي مستحلب مايكروي دوائية من مادة ريزدرونات الصوديوم بنسبتين مختلفتين من العامل الفعال على السطح/ العامل المساعد، فأبدت كلتا الصيغتين ثباتية عالية، مع تسجيل تراجع في أبعاد النسبة (1/2) الحاوية على زيادة من الغليسرين بتعريض الصيغة لدرجات حرارة مختلفة بينما حافظت الصيغة الحاوية على نسبة أكبر من العامل الفعال على السطح على ثباتية عالية دون أي تغيير مما قد يشير إلى أنّ زيادة نسبة العامل الفعال تعطي ثباتية أعلى لصيغ المستحلبات المايكروية من زيادة العامل المساعد.
المراجع :