يُعد الإفراز المتغير للأديبوكينات وتراكم الدُّهون الحشوية من العوامل المساهمة في تطور العديد من الأمراض الاستقلابية بما فيها السكري من النمط 2. اُكتشف الكيميرين كأبرز الأديبوكينات الحشوية الجديدة والذي قد يساهم في السكري من النمط 2 عبر تعزيزه لمقاومة الأنسولين. تستهدف هذه الدراسة تقييم مستويات الكيميرين المصليَّة لدى البدينين وغير البدينين من السكريين النمط 2 واستقصاء علاقتها مع محيط الخصر. تضمَّنت الدراسة 88 فرداً، جَرى تقسيمهم إلى أربع مجموعات وفق ما يلي، 37 مريضاً من البدينين السكريين من النمط 2، و33 مريضاً من السكريين من النمط 2 أسوياء الوزن، وثمانية أفراد من البدينين، و10 أفراد من أسوياء الوزن. حُسِب منسب كتلة الجسم Body Mass Index (BMI) وأُخذ محيط الخصر لكل مشارك في الدراسة وقِيست مستويات الكيميرين المصليَّة بطريقة مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم. أظهرت نتائج هذه الدراسة ارتفاعاً مُعتداً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكريين البدينين (182.27±39.73 ng/ml) مقارنةً مع مجموعة السكريين أسوياء الوزن (156.81±28.23 ng/ml)(P=0.022) ومجموعة البدينين (141.59±24.51 ng/ml)(P=0.025) ومجموعة أسوياء الوزن(95.87±27.28 ng/ml) (P<0.0001). كما وُجد ارتفاع مُعتدٌّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن (156.81±28.23 ng/ml) (95.87±27.28 ng/ml)، على التوالي.(P<0.0001) كما ارتبطت مستويات الكيميرين المصليَّة مع قِيم مُحيط الخصر لدى مجموعة السكريين البدينين (R=0.651, P<0.0001) ومجموعة السكريين أسوياء الوزن .(R=0.358, P=0.041) تُؤكد نتائج الدراسة الحالية على أنَّ الكيميرين أديبوكين مُفرز من الأنسجة الشحمية الحشوية لدى السكريين من النمط 2 وتشير إلى أنَّ الكيميرين من البروتينات ذات الإفراز المتغير والمُؤهبة لتطور السكري من النمط 2.
المقدمة
يُعّدُ السكري من النمط 2 (Type 2 Diabetes Mellitus T2DM) أَحد الأمراض الاستقلابية المُزمنة المتزايدة عالمياً، والتي تَتصف بارتفاع مستويات غلوكوز الدم الناجم عن نِقص إِفراز الأنسولين أو مقاومة الأنسولين. يتسبب السكري بمجموعة متنوعة من المُضاعفات بما فيها الأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية والاعتلال الكلوي والبصري السكري وغيرها(1).تُعرَّف السمنة بكونها تراكم مفرط أو غير طبيعي للأنسجة الشحمية (2) وتُمثل أحد عوامل الاختطار الأساسية للعديد من الأمراض الاستقلابية مثل (T2DM) [4]. يمكن استخدام بعض المناسب لتشخيص السمنة بما فيها منسب كتلة الجسم (Body Mass Index BMI) (3, 4) ومحيط الخصر Waist Circumference WC)) (5). تُحسبُ قيمة (BMI) عبر المعادلة التالية:
BMI (kg/m2) = weight (kg)/height (m2) (6)
يُعدُّ محيط الخصر أحد المناسب البسيطة والممثلة للدهون الحشوية Visceral Adipose Tissue (VAT) (5)، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية (World Health Organization WHO) باستخدام القيم الحدِّية وهي cm 102< لدى الرجال و cm88< لدى النساء (6). تكمن أهميَّة الأنسجة الشحمية الحشوية بدورها في الحماية للأعضاء الداخلية (7)، لكنَّ اِحتواءها على عدد مرتفع من الخلايا الشحمية المقاومة للأنسولين والخلايا المناعية الالتهابية (2) واِمتلاكها لنشاط استقلابي مُرتفع وفعالية شديدة في حَلِّ الدُّهون (8) يَجعلها مصدراً مهماً للعديد من البروتينات الالتهابية كالأديبوكينات المنشطة للالتهاب (9). لذلك يرتبط تراكم (VAT) الحاصل في حالة السمنة مع تطور مُختلف المضاعفات الاستقلابية بما فيها (T2DM)، مما يُفَسِّرُ ارتفاع الإصابة بالسكري لدى الأفراد البدينين (8, 10). إلى جانب ذلك، أَشارت الدراسات الحديثة إلى اِزدياد مُعدَّل اِنتشار السكري لدى الأفراد أسوياء الوزن(11). نظراً لذلك، قَامت دراسات كثيرة بمُحاولة الكشف عن الأسباب المساهمة في تطُّور (T2DM) لدى الأفراد البدينين وأسوياء الوزن. وقد حُدِّدَ الإِفراز المُتغير للأديبوكينات لدى الأنسجة الشحمية كأَحد العَوامل المُساهمة في ذلك (11, 12). تُعرف الأديبوكينات بكونها بِبتيدات نَشطة حيوياً تؤثر في الأعضاء النشطة استقلابياً مشاركةً بذلك في مختلف العمليات الحيوية الأساسية (10)، لذلك فإنَّ الإفراز المُتغير لهذه البروتينات يُساهم بشكل رئيسي في زيادة اختطار الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض الاستقلابية المرتبطة بالسمنة مثل (T2DM) (12, 13). إذ اختلفت المستويات المصليَّة للأديبوكينات لدى السكريين من النمط 2 مقارنة مع الأفراد الأصحاء مع وجود تَبدلات أَكثر وضوحاً لدى السكريين البدينين(11). يُعدُّ الكيميرين أَحد أهم الأديبوكينات حديثة الدِّراسة، يُنتج بمستويات مرتفعة من قبل (VAT) ويُشارك في مُختلف العمليات الحيوية بما فيها تَكُّون الخلايا الشحمية وهِجرة الخلايا المناعية وتَشكُّل الأوعية الدموية واستقلاب الخلايا الشحمية عبر تحفيزه لتحلِّل الدُّهون (14) ولالتهاب الخلايا الشحمية ومقاومة الأنسولين (15-17). لذلك قد يَكون الكيميرين حلقة وصل بين السمنة والسكري من النمط 2، وقد دُعم ذلك بالعديد من الدراسات السريرية والمختبرية (17). إذ بَيَّنت الدراسات زيادة التعبير عن الكيميرين لدى إِحدى النماذج الفأرية Psammomys Obesus، وهي فئران مُصابة بالسمنة و(T2DM)، وذلك بالمقارنة مع فِئران نحيلة غير سكريَّة Normoglycemic lean model (18). كما لُوحظ ارتفاع مُستويات الكيميرين الدموية لدى الفئران البدينة-السكرية بمقدار ضعفين تقريباً مقارنةً مع تَركيزه لدى الفِئران العادية (19). ووُجد تَعبير مرتفع عن الكيميرين في الأنسجة الشحمية الحشوية لدى فئران (Male OLETF rats)، وهي أحد النماذج المثالية لمقاومة الأنسولين و(T2DM) (20). علاوةً على ذلك، فَاقم الكيميرين المُرتفع من حالة عدم تحمّل الغلوكوز لدى الفئران البدينة-السكرية عبر تثبيطه لقبّط الغلوكوز من الأنسجة الشحمية والعضلات الهيكلية، مما يُؤكِّدُ كَون الكيميرين ضاراً استقلابياً ومُعززاً لمقاومة الأنسولين (21). ومن المُثير للاهتمام، تَفاوت المستويات المصليَّة للكيميرين لدى البشر ما بين كتلة الجسم سوي الوزن والبدين (14, 16, 22). إلاَّ أنه لم تتوفر إلى الآن دراسات حاسمة حول هذه المستويات لدى السكريين من النمط 2 سواء لدى البدينين أو أسوياء الوزن. حيث إِنَّ العلاقة بين الكيميرين والسكري متناقضة ومثيرة للجدل، إذ أَشارت بعض الدراسات إلى زيادة مستوياته المصليَّة لدى مجموعتي السكريين البدينين والسكريين أسوياء الوزن (23) بينما ذكرت دراسات أُخرى عدم وجود اختلاف في مُستوياته المصليَّة لدى مجموعة السكريين(12). كان هذا حَافزاً لتقييم مستويات الكيميرين المصليَّة لدى البدينين وأسوياء الوزن من السكريين من النمط 2 ودراسة علاقته مع محيط الخصر.
المواد والطرائق
كانت الدراسة Cross-Sectional Study: Case-Control. شَملت الدراسة 88 فرداً، وجرى تقسيمهم اعتماداً على الإصابة (T2DM) ومنسب BMI إلى أربعة مجموعات:
المجموعة الأولى: مجموعة البدينين السكريين من النمط 2.
المجموعة الثانية: مجموعة السكريين من النمط 2 أسوياء الوزن.
المجموعة الثالثة: مجموعة البدينين.
المجموعة الرابعة: مجموعة أسوياء الوزن.
شُخِّصت السمنة اعتماداً على تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO) لمنسب كتلة الجسم (BMI)، إذ يُعدُّ الوزن طبيعياً (سويّ الوزن) عندما يتراوح منسب BMI لديه من 18.5 إلى 24.9 كغ/م2، بينما يعاني الفرد من السمنة عندما يَبلغ منسب BMI≥30 كغ/م2(6) . شملت معايير التضمين Inclusion criteria ما يلي: لدى مجموعة السكريين: أي مريض سكري من النمط 2، يتناولون خافضات الغلوكوز الفموية، ذوي أعمار بين 30-65 عاماً، ومن كلا الجنسين. أمَّا بالنسبة لمجموعة البدينين فقد كانت معايير التضمين: أفراد لا يعانون من أية أمراض ولا يتناولون أية أدوية، متطابقين من حيث العمر والجنس وBMI مع مجموعة السكريين البدينين. بينما كانت معايير التضمين بالنسبة للمجموعة أسوياء الوزن، أفراد أسوياء الوزن سليمين ظاهرياً لا يعانون من أية أمراض ولا يتناولون أية أدوية، متطابقين من حيث العمر والجنس وBMI مع مجموعة السكريين أسوياء الوزن. أمَّا بالنسبة لمعايير الاستبعاد Exclusion criteria فشملت أي مريض لديه واحد أو أكثر مما يلي: السكري من النمط 1، والمصابين بالحماض الكيتوني، والحوامل، والأفراد الذين يعانون من الالتهابات المزمنة والأمراض الكبدية، والكلوية، والقلبية، والأورام المبلغ عنها ذاتياً، إضافة إلى الأفراد قيد المعالجة بالأنسولين أو ناهضات مستقبل (PPAR‐γ) أو بمضادات الالتهاب أو المنحفات أو أدوية الضغط أو خافضات الكوليستيرول أو ثلاثيات الغليسيريد. حَصلت هذه الدراسة على الموافقة الأخلاقية للأبحاث الطبية الحيوية في جامعة دمشق بتاريخ 2022/1/29 وبرقم 37-290122-PH، وأُخذت الموافقة المستنيرة لجميع المشاركين وجُمعت عينات الدراسة من العيادات الشاملة في دمشق في الفترة الممتدة ما بين حزيران 2022 شباط 2023. أُخذت بعض البيانات كالعمر والجنس ومدة الإصابة بالسكري (ابتداءً من تشخيص الإصابة) والوزن والطول ومحيط الخصر من كل مشارك. قِيست محيط الخصر لكل مشارك عبر تحديد منتصف المسافة الأفقية بين الحِّد الأدنى للضلع Costa وقمة الحرقفية Iliac Crest باستخدام شريط غير مرن (6). ثم حُدِّدَ منسب BMI لكل مشارك. بُزل 5 مل من الدم الوريدي من كلِّ مشارك في هذه الدراسة بعد صيام 10-12 ساعة وجُمعت عينة الدم على أنبوب جاف وتُرك في درجة حرارة الغرفة حتى تمام التخثر، ثم نبذت العينات بعد تحرير العلقة لمدة 15 دقيقة بسرعة 1000g، وحُفظت عينة المصل بالتجميد عند درجة -80Cº إلى حين إجراء المقايسة. قِيست التراكيز المصليَّة للكيميرين بطريقة الامتزاز المناعي المرتبط بالإنزيم Enzyme-Linked Immunosorbent Assay (ELISA)، وذلك باستخدام عتيدة Quantikine® ELISA Human Chemerin Immunoassay من قبل شركة R&D System والتي اعتمدت مبدأ الشطيرة (ELISA-Sandwich).
الدراسة الإحصائية
استخدم برنامج SPSS إصدار 26 لتحليل البيانات. جرى التعبير عن المتغيرات الكمية الداخلة في الدراسة بالمتوسط الحسابي ± الانحراف المعياري. واستخدام اختبار One-way ANOVA متبوعاً باختبار Scheffe من أجل دراسة الفروق للمتغيرات المتوزعة طبيعياً لدى مجموعات الدراسة، أمَّا بالنسبة للمتغيرات غير المتوزعة طبيعياً فقد طُبِّقَ اختبار Kruskal-Wallis متبوعاً باختبار Mann-Whitney، واعتمدت قيمة P<0.05 كقيمة يُعتدُّ بها إحصائياً.
النتائج
الخصائص العامة والديموغرافية لأفراد الدراسة
شملت عينة الدراسة 88 فرداً، جرى تقسيمهم وفق 4 مجموعات. يظهر )الجدول 1) المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والفروق الإحصائية لمتغيرات الديموغرافية والكيميائية الحيوية لدى مجموعات الدراسة. بلغ المتوسط الحسابي ± الانحراف المعياري للعمر ومدة الإصابة بالسكري لدى مجموعة السكريين البدينين (48.27±7.82 عاماً) 2.92±3.29) عاماً) على التوالي، ولدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن (±51.73 8.82 عاماً) 4.17±5.48) عاماً) على التوالي. بينما بلغ المتوسط الحسابي ± الانحراف المعياري للعمر لدى مجموعة البدينين (49.88±7.62 عاماً) ولدى مجموعة أسوياء الوزن 7.61±46.20) عاماً) (الجدول 1). لم يكن هنالك فرق دالٌّ إحصائياً بالنسبة للعمر بين مجموعات الدراسة الأربعة (P=0.153)، بينما لوحظ وجود فرق يُعتدُّ به إحصائياً بالنسبة لمدة الإصابة بالسكري بين المجموعتين المرضيتين (0.025P=). يُوضِّحُ (الشكل 1) توزُّع الذكور والإناث لدى مجموعات الدراسة.
الجدول (1): المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والفروق الإحصائية لمتغيرات الديموغرافية والكيميائية الحيوية لدى مجموعات الدراسة.
Variable | مجموعة السكريين البدينين
N=37 (42%) |
مجموعة السكريين أسوياء الوزن
N=33 (38%) |
مجموعة البدينين N=8 (9%) | مجموعة أسوياء الوزن N=10 (11%) | P-value |
Mean± Standard Deviation (SD) | |||||
BMI
(kg/m2) |
33±
2.52 |
24.02±
0.71 |
33.33±
1.70 |
24.18±
0.54 |
<0.0001b |
WC
(cm) |
109.16±
7.10 |
94.15±
6.70 |
105.25±
6.16 |
88.3±
3.34 |
<0.0001b |
Age
(year) |
48.27±
7.82 |
51.73±
8.82 |
49.88±
7.62 |
46.20±
7.61 |
0.153b |
Duration of T2DM (year) | 3.29±
2.92 |
5.48±
4.17 |
– | – | 0.025c |
Chemerin
(ng/ml) |
182.27±
39.73 |
156.81±
28.23 |
141.59±
24.51 |
95.87±
27.28 |
<0.0001a |
*: P<0.05, a: One-Way ANOVA Test, b: Kruskal-Wallis Test, c: Mann-Whitney Test. |
نتائج معايرة الكيميرين المصلي لدى كامل عينة الدراسة.
كان المتوسط الحسابي ± الانحراف المعياري للكيميرين المصلي لدى مجموعة السكريين البدينين )182.27±39.73(ng/ml ولدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن )156.81±28.23ng/ml )، بينما كان لدى مجموعة البدينين )141.59±24.51 (ng/ml ولدى مجموعة أسوياء الوزن )95.87±27.28 (ng/ml (الجدول 1).
مقارنة مستويات الكيميرين المصليَّة بين المجموعات المدروسة.
كان هنالك فرق يُعتدُّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة بين مجموعات الدراسة الأربعة (0.0001>P) (الجدول 1). لوحظ ارتفاع معتدٌّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكريين البدينين مقارنةً مع مستوياته لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن (P=0.022) ولدى مجموعة البدينين (P=0.025) ولدى مجموعة أسوياء الوزن P<0.0001)). وجد ارتفاع معتدٌّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن مقارنةً مع مستوياته لدى مجموعة أسوياء الوزن P<0.0001)) ولم يكن هنالك فرق يُعتدُّ به إحصائياً مقارنةً مع مجموعة البدينين P=0.719)). لوحظ ارتفاع معتدٌّ به في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة البدينين مقارنة مع مجموعة أسوياء الوزن P=0.045)) (الجدول 2).
الجدول (2): الفروق الثنائية بين مجموعات الدراسة لمتغيرات المدروسة.
المجموعات الثنائية المقارنة | Chemerina | BMIb | WCb |
مجموعة السكريين البدينين-مجموعة السكريين أسوياء الوزن | 0.022* | <0.0001* | <0.0001* |
مجموعة السكريين البدينين-مجموعة البدينين | 0.025* | 0.449 | 0.191 |
مجموعة السكريين البدينين-مجموعة أسوياء الوزن | <0.0001* | <0.0001* | <0.0001* |
مجموعة السكريين أسوياء الوزن-مجموعة البدينين | 0.719 | <0.0001* | 0.001* |
مجموعة السكريين أسوياء الوزن-مجموعة أسوياء الوزن | <0.0001* | 0.574 | 0.007* |
مجموعة البدينين-مجموعة أسوياء الوزن | 0.045* | <0.001* | <0.001* |
*: P<0.05, a: Scheffe Test, b: Mann-Whitney Test. |
مقارنة قيم منسب BMI بين المجموعات المدروسة.
كان هنالك فرق يُعتدُّ به إحصائياً في قيم منسب BMI بين مجموعات الدراسة الثلاث (0.0001>P) (الجدول 1). لوحظ ارتفاع معتدٌّ به إحصائياً في قيم منسب BMI لدى مجموعة السكريين البدينين مقارنةً مع مجموعة السكريين أسوياء الوزن (0.0001>(P ومجموعة أسوياء الوزن (0.0001>(P وعدم وجود فرق يُعتدُّ به إحصائياً مقارنة مع مجموعة البدينين P=0.449)). وجد انخفاض يُعتدُّ به إحصائياً في قيم منسب BMI لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن مقارنةً مع مجموعة البدينين (0.0001>(P وعدم وجود فرق يُعتدُّ به إحصائياً مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن P=0.574)). لوحظ ارتفاع معتدٌّ به في قيم منسب BMI لدى مجموعة البدينين مقارنة مع مجموعة أسوياء الوزن P<0.001)) (الجدول 2).
مقارنة قيم WC بين المجموعات المدروسة.
كان هنالك فرق يُعتدُّ به إحصائياً في قيم WC بين مجموعات الدراسة الثلاث (0.0001>P) (الجدول 1). ارتفعت قيم WC بشكل معتدٍّ به إحصائياً لدى مجموعة السكريين البدينين مقارنةً مع مجموعة السكريين أسوياء الوزن (0.0001>(P ومجموعة أسوياء الوزن (0.0001>P) ولم نجد فرقاً يُعتدُّ به إحصائياً مقارنة مع مجموعة البدينين (P=0.191). وجد انخفاض يُعتدُّ به إحصائياً في قيم WC لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن مقارنةً مع مجموعة البدينين (0.001=P)، كما كان هنالك ارتفاع يُعتدُّ به إحصائياً في قيم WC لدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن P=0.007)). لوحظ ارتفاع معتدٌّ به في قيم WC لدى مجموعة البدينين مقارنة مع مجموعة أسوياء الوزن P<0.001)) (الجدول 2).
تقييم علاقة الارتباط بين مستويات الكيميرين المصليَّة مع قيم WC لدى مجموعة السكريين البدينين ومجموعة السكريين أسوياء الوزن.
ارتبطت مستويات الكيميرين المصليَّة بشكل إيجابي ومعتدٍّ به إحصائياً مع قيم WC لدى مجموعة السكريين البدينين، (R=0.651, P<0.0001) (الشكل 2)، ولدى مجموعة السكريين أسوياء الوزن (R=0.358, P=0.041) (الشكل 3).
المناقشة
قُمنا في هذه الدراسة بتقييم مستويات الكيميرين المصليَّة لدى البدينيّن وأسوياء الوزن من السكرييِّن من النمط 2 واستقصاء علاقة هذه المستويات مع قيم مُحيط الخصر والذي يُمثل الدُّهون الحشوية، من أجل فهم دور الكيميرين في هذا المرض بشكل أفضل بتوسط السمنة الحشوية وللتحقق من صحة فرضية ارتفاع مستويات الكيميرين المصليَّة لدى السكرييِّن من النمط 2 سواء البدينيِّن أو أسوياء الوزن. أَظهرت نتائجنا ارتفاعاً معتداً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة البدينيِّن السكرييِّن مقارنةً مع مجموعة السكرييّن أسوياء الوزن ومع مجموعة أسوياء الوزن. كما لوحظ ارتفاع معتدٌّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة البدينيِّن مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن. قد يُفَسَّرُ ذلك وفق ما ذكرته الأدبيات السابقة، لكون الأنسجة الشحمية البيضاء المصدر الرئيسي لارتفاع مستويات الكيميرين المصليَّة وامتلاك المجموعات البدينة لكتلة شحمية أكبر مقارنة مع المجموعات سويَّة الوزن (3, 16). عَلاوةً على ذلك، يوجد تأثير متبادل بين الكيميرين والسمنة. إذ تَتميز السمنة بحدوث توسع في الأنسجة الشحمية عبر فَرط تنسج وتَضخم الخلايا الشحمية (14) وهُما من العمليات التي يُعززها الكيميرين وتَزيد من مستوياته الدموية (24) عبر تَحفيز الكيميرين للعديد من مَسارات الإشارة بما فيها Mitogen Activated Protein Kinase Extracellular Signal, Regulated Kinase 1/2 (MAPK, ERK 1/2)، وفق ما ذكره (14, 15, 25, 26). كما يُؤثر الكيميرين في أَنماط خلويَّة متنوعة بما فيها طَلائع الخلايا الشحمية Preadipocytes والخلايا الجذعيَّة الوسيطة النقوية Bone Marrow Mesenchymal Stem Cells (BMSCs) والخلايا العضليَّة Myoblast cells ويوجه تمايزها نحو التكوُّن الشحميِّ، مما يَنتج عنه زيادة في عدد الخلايا الشحمية الناضجة والتي تزيد بدورها من إنتاج الكيميرين ومستوياته الدموية (15, 25). مما يُثبت وجود تأثير متبادل بين الكيميرين والسمنة ويُؤكِّد نتائج هذه الدراسة، حيث اِمتلكت مجموعتا السكريين البدينين والبدينين كتلة شحمية متوسعة وزيادة في تجمع الدُّهون ضمن المنطقة الحشوية نظراً لارتفاع قيم BMI وWC مقارنة مع مجموعتي السكريين أسوياء الوزن وأسوياء الوزن (الجدول 2)، الأمر الذي يَتسبب في زيادة إِنتاج الكيميرين ومُستوياته المصليَّة. كانت هذه النتائج متفقة مع ما توصلت إليه دراسة الشافعي وآخرين، 2019 في مصر (23)، ودراسة مير وآخرين، 2022 في السعودية (12)، والذين وجدوا ارتفاعاً مُعتداً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكرييِّن البدينيِّن مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن. كما اِتفقت نتائجنا مع نتيجة دراسة سين وآخرين، 2019 في الهند (27)، والذين وجدوا ارتفاعاً مُعتدَّاً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكرييِّن البدينيِّن مقارنةً مع مجموعة السكرييِّن أسوياء الوزن. كما تَوافقت هذه النتيجة مع نتيجة إحدى الدراسات، 2021 في مصر (22)، والذين وجدوا ارتفاعاً مُعتدَّاً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة البدينيِّن مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن. أيضاً، وُجدنا ارتفاعاً مُعتداً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكرييِّن البدينيِّن مقارنةً مع مجموعة البدينيِّن، يُمكن تفسير ذلك بسبب قِدرة الأنسجة الشحمية لدى السكرييِّن على إنتاج وتحرير كمية أكبر من الكيميرين مقارنةً مع البدينيّن المطابقين من حيث BMI، مما يزيد من مستويات الكيميرين المصليَّة لدى هؤلاء المرضى (28). وقد وُجدت نتيجة مماثلة للنتيجة السابقة في دراسة عبد الحميد وآخرين، 2019 في مصر (29). كما أَشارت دراستنا الحالية إلى وُجود ارتفاع مُعتدٍّ به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى مجموعة السكرييِّن أسوياء الوزن عند المقارنة مع مجموعة أسوياء الوزن. قد يُعزى ذلك وفق ما ذكرته الأدبيات السابقة إلى مُعاناة أغلب السكرييِّن أسوياء الوزن من زيادة في الأنسجة الشحمية البيضاء الحشوية والتي تَزيد بدورها من إِفراز الكيميرين الشحمي لدى السكرييِّن أسوياء الوزن (11, 30)، مما يرفع من مستويات الكيميرين المصليَّة لدى هؤلاء المرضى. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة اِمتلاك مجموعة السكريين أسوياء الوزن لكتلة حشوية أكبر (نظراً لارتفاع قيم WC) مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن، مما قد يزيد من إفراز الكيميرين ومن ثمَّ يرفع من مستوياته المصليَّة. كانت هذه النتيجة مُتوافقة مع دِراسة الشافعي وآخرين، 2016 في مصر(23) ، ومُتخالفة مع دِراسة مير وآخرين، 2022 في السعودية (12) وقد يُفَسَّرُ ذلك بسبب صغر حجم مجموعة السكرييِّن لدى دراسة مير n=12 ووجود كتلة شحمية حشوية متشابهة لدى مجموعتي السكرييِّن أسوياء الوزن وأسوياء الوزن لدى دراستهم. كما أَثبتت دراستنا وجود علاقة ارتباط يُعتدُّ بها إحصائياً بين مستويات الكيميرين المصليَّة وقيم محيط الخصر لدى مجموعة السكرييِّن البدينيِّن ومجموعة السكرييِّن أسوياء الوزن. قد يُفَسَّرُ ارتباط مستويات الكيميرين مع قِيم محيط الخصر لدى السكرييِّن البدينيِّن بوجود تَأثير متبادل بين تحرر الكيميرين والتهاب وتَوسع الأنسجة الشحمية الحشوية في حالة السمنة والتي تمثل المَصدر الأساسي لارتفاع الكيميرين المصلي لدى السكرييِّن. إذ يَحث الكيميرين على جذب الخلايا المناعية الالتهابيَّة بما فيها بلاعم من النمط M1 (Macrophage M1) (8, 14, 31) المَعروفة بقُدرتها على تَحرير العديد من السيتوكينات الالتهابيَّة المحرِّضةَ لمُقاومة الأنسولين والسكري (31). كما يُعزز الكيميرين بشكل مباشر من تحرُّر بعض السيتوكينات الالتهابيّة والمُسببة لمُقاومة الأنسولين والسكري لدى الخلايا الشحميّة بما فيها TNF-α)) والذي يزيد لاحقاً من تنشيط الكيميرين (10, 14, 18). الأمر الذي يُؤكِّد على أنَّ الكيميرين أَديبوكين حشوي مُرتبط بخَلل الأنسجة الشحمية لدى السكرييِّن البدينيِّن. وقد كانت قيم محيط الخصر لدى مجموعة السكرييِّن البدينيِّن في هذه الدراسة أعلى مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن، مما قد يَزيد من إِفراز الكيميرين ومن ثمَّ من مستوياته المصليَّة. كانت هذه النتائج متوافقة مع نتائج دراسة لاكشمي وآخرين، 2022 في الهند (32). إلى جانب ذلك، قد يُعزى ارتباط مستويات الكيميرين مع قِيَم محيط الخصر لدى السكرييِن وفق ما ذكرته الأدبيات السابقة إلى امتلاك السكرييِّن أسوياء الوزن استعداداً أكبر لترسب الدُّهون ضمن المنطقة الحشويَّة (33) وارتباط السكري من النمط 2 مع الأنسجة الشحمية الحشويَّة بدلاً من السمنة الكُليَّة (34) والتي تُعدُّ مَصدراً رئيسياً لارتفاع المستويات المصليَّة للكيميرين (5)، حيث يُفرز الكيميرين بمستويات مرتفعة من الأنسجة الشحمية الحشوية لدى هؤلاء المرضى الأمر الذي يزيد من مُستوياته المصليَّة (19, 35). مما يُفسِّرُ النتائج التي حصلنا عليها، حيث اِمتلكت مجموعة السكرييِّن أسوياء الوزن محيط خصر أعلى مقارنةً مع مجموعة أسوياء الوزن (P=0.007)، كانت هذه النتائج متوافقة مع دراسة هان وآخرين في كوريا (30).
الاستنتاجات
أظهرت نتائج هذه الدراسة ارتفاعاً معتداً به إحصائياً في مستويات الكيميرين المصليَّة لدى السكرييِّن من النمط 2 مقارنةً مع الأصحاء وترافقت مستوياته الأشد ارتفاعاً مع البدينيِّن السكرييِّن، كما ارتبطت مستويّات الكيميرين المصليَّة مع قيم محيط الخصر لدى كلا المجموعتين المَرضيتين. ممّا يُؤكِّدُ على أنَّ الكيميرين أَديبوكين مُفرز من الأنسجة الشحمية الحشويَّة المتضخمِّة لدى السكرييِّن من النمط 2 وأنَّ الكيميرين من البروتينات ذات الإفراز المتغير والمؤهبة لتطور السكري من النمط 2.
المراجع :