دراسة مقارنة لمحتوى الفينولات والفلافونوئيدات الكلي في أجزاء مختلفة من نباتي شوك مريمSilybum Marianum وزند العبد Notobasis Syriaca المنتشرين في سوريا

دراسة مقارنة لمحتوى الفينولات والفلافونوئيدات الكلي في أجزاء مختلفة من نباتي شوك مريمSilybum Marianum وزند العبد Notobasis Syriaca المنتشرين في سوريا

2021-10-01 | المجلد السادس العدد الثامن - المجلد السادس | مقالات بحثية
مايا الشيخة | محمد عصام حسن آغا

الملخص

هدف البحث هو المقارنة بين نباتي شوك مريم وزند العبد من حيث محتواهما من المواد الفعالة (الفينولات والفلافونوئيدات). حُضرت خلاصات مختلفة القطبية من الثمار، الأزهار، والأجزاء الهوائية (جزء من الساق مع القنابات الشوكية) لكل من النباتين. تم تحديد محتوى الفينولات الكلي في كل من الخلاصات السابقة بطريقة فولين سيكالتو Folin-Ciocalteu، كما تم تحديد محتوى الفلافونوئيدات الكلي بطريقة التفاعل مع كلوريد الألمنيوم. أبدت خلاصة الثمار من نبات شوك مريم المحتوى الأعلى من الفينولات (120.75±0.8 ملغ مكافئ حمض الغاليك/ غ مستخلص جاف)، تلتها خلاصة الثمار من نبات زند العبد (114.99±0.8 ملغ مكافئ حمض الغاليك/ غ مستخلص جاف). أما المحتوى الأعلى من الفلافونوئيدات كان من ثمار زند العبد (11.59±0.057 ملغ مكافئ كيرستين/ غ مستخلص جاف)، فيما تراوح محتوى الفلافونوئيدات الكلي في بقية الخلاصات بين 3.93±0.08 إلى 5.85±0.12 ملغ مكافئ كيرستين/ غ مستخلص جاف.


كلمات مفتاحية : شوك مريم، زند العبد، محتوى الفينولات الكلي، محتوى الفلافونوئيدات الكلي.

المقدمة Introduction

يُعد نبات شوك مريم Milk thistle ونبات زند العبدSyrian thistle من النباتات الشوكية الواسعة الانتشار في الشرق الأوسط، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي مناطق واسعة من آسيا (1، 2). وينتشر هذين النباتين في سوريا، لاسيّما في المنطقة البازلتية غرب حمص واللاذقية والقنيطرة، كما ينتشران بشكل واسع في محافظة السويداء وفي ريف دمشق (1). ينتمي كلا النباتين إلى الفصيلة النجمية Asteraceae فيما يختلفان بالجنس إذ ينتمي شوك مريم إلى الجنس Silybum، فيما ينتمي زند العبد إلى الجنس Notobasis (1، 2). يُعدّ نبات شوك مريم (الشكل 1) نباتاً طبياً وقد استخدمت ثماره لأكثر من 2000 عام كعلاج لاضطرابات الكبد والقنوات الصفراوية، واعتبر كدواء مضاد للسمية الكبدية لأول مرة في القرون الوسطى، وتُعدّ الثمار (الشكل 1) الجزء الطبي المستعمل من النبات (9).

الشكل 1: نبات شوك مريم وثماره
الشكل 1: نبات شوك مريم وثماره

إن المكونات الفعالة المسؤولة عن الفعالية الحيوية في نبات شوك مريم هي مركبات الفلافوليغنان، والتي تم عزلها بشكل مزيج يُعرف بالسيلمارينSilymarin ، وتحوي البذور حوالي %60  من السيلمارين (9، 10). يتكون سيليمارين من أربعة مركبات فلافونوليغنان موضح صيغتها في (الشكل 2) وهي: Silybinin %50-60، Isosilybinin %5، %20 Silychristin، Silydianin 10% (10). يتمتع السيلمارين Silymarin بتأثيرات مضادة للتأكسد، وواقية للكبد، حيث يحمي خلايا الكبد والكلى من التأثيرات السامة للأدوية بما في ذلك العلاج الكيميائي، وعلى الرغم من أن نبات شوك مريم Silybum Marianum لم يحقق شفاء تاماً من التهاب الكبد المزمن ولم يغير مسار المرض بشكل كبير إلا أنه خفض من مستويات خمائر الكبد (ALT, AST) وأظهر تأثيراً مضاداً للالتهاب، كما توجد أدلة قوية ما قبل سريرية على أن السيلمارين Silymarin يثبط نمو الخلايا السرطانية في البروستات، والجلد، والثدي، وعنق الرحم (9). يعتبر هذا الدواء العشبي آمن وجيد التحمل، باستثناء تسببه في بعض الحالات باضطرابات هضمية، تأثير ملين معتدل، وردود فعل تحسسية نادرة (9). استخدم نبات زند العبد (الشكل 3) في الطب الشعبي لعلاج العديد من الأمراض كالطاعون، اليرقان، الدوار، الصداع، ولإدرار الحليب في بعض الأحيان، ونظراً لمحتواه من الفلافونوئيدات له تأثيراً مضاداً للتأكسد (3). قام كل منMeriçli   و Dallamonica عام 1983 بعزل وتحديد بنية تسعة مركبات فلافونوئيدية من الأجزاء الهوائية لنبات زند العبد وهي: الأبيجينين Apigenin، اللوتيولين luteolin، كريسوريول chrysoriol، كامبيفيرول kaempferol، إيزورامنتين Isorhamnetin، سكافتوزيد schaftoside، ايزوسكافتوزيد isoschaftoside، إضافة إلى غلوكوزيد الأبيجنين وغلوكوزيد الكامبيفيرول (6). لاحقاً حُصل على خمسة مركبات من خلاصة أزهار زند العبد Notobasis Syriaca  وتحديد بنيتها، وتم التعرف على ثلاث مركبات فقط منها وهي: .Kaempferol،ß-sitosterol، ومزيج من Olean-12-en-3-yl-acetate و urs-20(30)-en-3-yl acetate (6). ومزيج من Olean-12-en-3-yl-acetate و urs-20 (30) -en-3-yl acetate (6).

الشكل 2: صيغ المركبات المكونة لمزيج السيلمارين
الشكل 2: صيغ المركبات المكونة لمزيج السيلمارين

وعلى الرغم من التشابه الكبير بين النباتين إلّا أنّ التركيب الكيميائي والعديد من الخصائص الطبية لنبات زند العبد لا زالت غير معروفة بشكل كامل على خلاف نبات شوك مريم الذي تمت دراسته بشكل واسع وتحديد تركيبه الكيميائي وخصائصه الطبية (3). تشير الدراسات إلى أن نبات شوك مريم ونبات زند العبد يتمتعان بتأثيرات مضادة للتأكسد، ومضادة للإلتهاب نظراً لمحتواهما من عديدات الفينول، الممثل بشكل أساسي بالفلافونوئيدات (3، 9). تهدف هذه الدراسة إلى تحديد محتوى الفينولات والفلافونوئيدات الكلي في كل من البذور، الأزهار، والأجزاء الهوائية لكل من النباتين والمقارنة بين النتائج التي حصلنا عليها، بغية الاستفادة من خصائص هذين النباتين وإجراء المزيد من الأبحاث مستقبلاً والحصول على الأدوية من مصادر نباتية.

الشكل 3: نبات زند العبد وثماره
الشكل 3: نبات زند العبد وثماره

المواد والطرق Materials and methods

1- المُذيبات ومواد المعايرة

عياري حمض الغاليك gallic acid من شركة Avonchem البريطانية، عياري كيرستين Quercetin من شركة SIGMA-Aldrich الأميركية، كاشف فولين سيكالتو Folin-ciocalteu من شركة Merck الألمانية، كلوريد الألمنيوم Aluminiumchloride hexahydrate وكربونات الصوديوم اللامائي Sodium Carbonate Anhydrous من شركة Riedel-de Hean الألمانية. ايثانول تحليلي، ميثانول مطلق، وايثر البترول من شركة Sigma-Aldrich الأميركية.

2- جمع النبات

جُمع كل من نبات شوك مريم ونبات زند العبد من أحد المزارع في ريف دمشق-سهل الزبداني، وذلك على مرحلتين: مرحلة الإزهار (شهر نيسان) أُخذ القرص الزهري مع جزء من الساق، وفُصلت الأزهار عن القنابات الشوكية المحيطة بها وتم تجفيف كل منهما في الظلام وبعيداً عن الرطوبة. والمرحلة الثانية هي مرحلة تشكل الثمار (شهري أيار وحزيران) حيث جُمعت كميات كبيرة من نباتي شوك مريم وزند العبد وتم فصل الثمار الناضجة عن القرص الزهري.

3– تحضير الخلاصات النباتية

خلاصة الثمار: اُستخلِص 30 غ من مسحوق الثمار لكل من النباتين المدروسين بايثر البترول 200 مل باستخدام جهاز سوكسليه مدة 4 ساعات، وذلك بهدف التخلص من المواد الدسمة. بعد جفاف المسحوق من ايثر البترول، استخلص بالميثانول 200 مل بجهاز سوكسليه لمدة ثلاث ساعات، وكُررت العملية مرتين. بعد ذلك تمّ تكثيف الخلاصة الناتجة لكل من النباتين باستخدام جهاز المبخر الدوار عند درجة حرارة 50م (7).

خلاصة الأجزاء الهوائية (جزء من الساق مع القنابات الشوكية) وخلاصة الأزهار: استخلص 15 غ من مسحوق الأجزاء الهوائية، و15 غ من مسحوق الأزهار لكل من النباتين المدروسين باستعمال 100 مل ايثانول 50% مدة ساعتين بالغليان تحت مبرد صاعد، ثم جُففت الخلاصات الناتجة لكل من النباتين بالمبخر الدوار (12). تم حفظ جميع الخلاصات التي حصلنا عليها في الثلاجة لحين الاستخدام.

-4 التقدير الكمي لمحتوى الفينولات الكلي Total Phenolic Content

تم تقدير المحتوى الكلي للفينولات وفق الطريقة التي حددها Slinkard) و Singleton  (1997وذلك باستعمال كاشف فولين سيكالتو Folin-Ciocalteu. تم إضافة 20 مكل من محلول كل خلاصة نباتية (2 ملغ/ مل) إلى أنبوب اختبار، وتم مزجها مع 1.58 مل من الماء المقطر و100 مكل من كاشف فولين سيكالتو، بعد دقيقتين تمت إضافة 300 مكل من محلول كربونات ثنائية الصوديوم (200 غ/ ل). بعد حضن الأنابيب لمدة ساعتين في الظلام عند درجة حرارة20 م، تم قياس الامتصاصية باستعمال جهاز المطباف الضوئي عند موجة طولها 765 نانومتر (13). اعتُمِد حمض الغاليك كمادة معيارية للمركبات الفينولية، وتم حساب تركيز الفينولات الكلية في المستخلصات النباتية معبراً عنها بالميلغرام للمكافئ الغرامي لحمض الغاليك على غرام واحد من المستخلص الجاف (mg EGA/gD.E) وذلك باستخدام علاقة المنحني البياني لحمض الغاليك، الشكل 4.

الشكل 4: المنحني القياسي لحمض الغاليك لتقدير محتوى عديدات الفينول
الشكل 4: المنحني القياسي لحمض الغاليك لتقدير محتوى عديدات الفينول

5- التقدير الكمي لمحتوى الفلافونوئيدات الكلي Total Flavonoids Content

عُيّن المحتوى الكمي للفلافونوئيدات من خلال التفاعل مع كلوريد الألمنيوم AlCl3 (Bouharun و زملائه(1996  حيث يشكل هذا الكاشف مع الفلافونوئيدات معقد أصفر اللون. مُزج 1 مل من محلول كل خلاصة نباتية (2 ملغ/ مل) مع 1 مل من محلول كلوريد الألمنيوم AlCl3 2%، تم حضن الأنابيب في درجة حرارة المخبر لمدة 10 دقائق وبعيداً عن الضوء، بعد ذلك تم تحديد الامتصاصية بمقياس الطيف الضوئي بطول موجة 464 نانومتر (4). اعتُمد الكيرستين كمادة معيارية للفلافونوئيدات، وباستعمال علاقة المنحني البياني للكيرستين، الشكل 5، نجد تركيز الفلافونوئيدات الكلية في المستخلصات النباتية مقدراً بالمليغرام المكافئ الغرامي للكرستين منسوبة إلى غرام واحد من المستخلص الجاف mg EQ/g D.E)).

الشكل 5: المنحني القياسي للكيرستين لتقدير محتوى الفلافونوئيدات
الشكل 5: المنحني القياسي للكيرستين لتقدير محتوى الفلافونوئيدات

– التحليل الإحصائي

طُبقت كل تجربة 3 مرات (n=3) وحُسِب المتوسط الحسابي والإنحراف المعياري للنتائج التجريبية، كما تم إجراء المقارنات بطريقة تحليل التباينOne-way analysis of variance  (ANOVA) متبوعاً باختبارLeast Significant Difference (LSD) للمقارنات المتعددة، حيث اعتبرت الفروق ذات أهمية إحصائية عند مستوى الدلالة (P<0.05)، و تم إنجاز الرسوم البيانية، وجميع ما سبق تم حسابه باستخدام Microsoft Excel 2016.

 النتائج Results

يُوضح الجدول 1 المحتوى الكلي للفينولات والفلافونوئيدات الذي حصلنا عليه من الثمار، الأزهار، والأجزاء الهوائية لكل من نبات شوك مريم ونبات زند العبد. أظهرت النتائج أن كل من النباتين يحتويان على كمية عالية نسبياً من الفينولات، وقد احتوت ثمار كل من النباتين على كمية فينولات أعلى بشكل ملحوظ (P<0.05) من تلك المتواجدة في الأزهار والأجزاء الهوائية. أظهرت النتائج أنّ محتوى الفينولات في مستخلص ثمار شوك مريم أعلى بشكل ملحوظ P<0.05)) من المحتوى الفينولي في مستخلص ثمار زند العبد حيث كان المحتوى 120.75±0.8) ملغ مكافئ حمض الغاليك/ غ مستخلص جاف( و 114.99±0.8) ملغ مكافئ حمض الغاليك/ غ مستخلص جاف( على التوالي. وعلى الرغم من تقارب نتائج المحتوى الفينولي في كل من الأزهار والأجزاء الهوائية لكل من النباتين المدروسين، نلاحظ أن أزهار زند العبد احتوت على محتوى فينولي أعلى منه في أزهار شوك مريم. بينما كانت الأجزاء الهوائية لنبات شوك مريم ذات محتوى أعلى من زند العبد، ويوضح الشكل 6، نتائج المقارنة بين محتوى الفينولات في الأجزاء المختلفة لكل من النباتين عند مستوى الدلالة P<0.05 و LSD = 0.85. بيّنت النتائج أنّ خلاصة الثمار من نبات زند العبد احتوت على الكمية الأعلى من الفلافونوئيدات (11.59±0.24 ملغ مكافئ كيرستين/غ مستخلص جاف)، وهذه الكمية أعلى بشكل واضح (P<0.05) من تلك التي حُصل عليها من الأزهار والأجزاء الهوائية للنبات نفسه، كما أنها أعلى من كمية الفلافونوئيدات في نبات شوك مريم، كما هو موضح بالجدول 1. فيما أبدت كل من الأزهار والأجزاء الهوائية لنبات شوك مريم محتوى فلافونوئيدات أعلى من المحتوى الموجود في الأزهار والأجزاء الهوائية لنبات زند العبد، ويوضح الشكل 7، نتائج المقارنة بين محتوى الفلافونوئيدات في الأجزاء المدروسة لكل من نبات شوك مريم ونبات زند العبد عند مستوى دلالة P<0.05 و LSD=0.24.

*كل قيمة تمثل المتوسط الحسابي لثلاث قياسات ± الانحراف المعياري، المتوسطات التي تحمل الحرفa  لا تختلف عن بعضها معنوياً عند مستوى دلالة  P<0.05، فيما تختلف بقية المتوسطات عن بعضها معنوياً.

الشكل 6: مقارنة محتوى الفينولات الكلي في الخلاصات المدروسة لكل من النباتين
الشكل 6: مقارنة محتوى الفينولات الكلي في الخلاصات المدروسة لكل من النباتين
الشكل 7: مقارنة محتوى الفلافونوئيدات الكلي المتواجد في الخلاصات المدروسة لكل من النباتين
الشكل 7: مقارنة محتوى الفلافونوئيدات الكلي المتواجد في الخلاصات المدروسة لكل من النباتين

المناقشة Discussion

يحتوي كل من نبات شوك مريم، ونبات زند العبد على محتوى عالٍ من المركبات الفينولية، وتحتوي ثمار كل من النباتين على النسبة الأعلى من الفينولات وبكميات متقاربة. يحتوي كل من نبات شوك مريم، ونبات زند العبد على محتوى عالٍ من المركبات الفلافونوئيدية، فيما لوحظ أنّ ثمار زند العبد قد احتوت على محتوى فلافونوئيدي أعلى من بقية أجزاء النبات، كما أنها أعلى من الكميات الموجودة في نبات شوك مريم. بالعودة إلى الدراسات العالمية وُجد تفاوتاً كبيراً في محتوى الفينولات والفلافونوئيدات لنبات شوك مريم. كان المحتوى الفينولي في بعض الدراسات العالمية متوافقاً مع المحتوى الذي حصلنا عليه في دراساتنا، ففي الدراسة التي أجراها Gulsum Yaldis) (2017، تراوح محتوى الفينولات في ثمار شوك مريم من 59.67 إلى 125.30 mg EGA/g وذلك بإضافة تراكيز مختلفة من كبريتات البوتاسيوم كمادة مخصبة وملاحظة تأثيرها على محتوى المواد الفعالة، مما يدل على أن أحد أسباب التفاوت في المحتوى الفينولي قد يعود إلى اختلاف التربة التي جني منها النبات (13). أما في دراسة 2016) A. SERCE et al.) أعطت الخلاصة الايثانولية لثمار شوك مريم بعد نزع الدسم محتوى فينولي 0.620±0.0049 mgEGA/g))، وأعطت محتوى فلافونوئيدي (0.03932 mgEQ/g) وهذه النتائج تدل على أن الخلاصة الميثانولية في هذا البحث كانت ذات محتوى فينولي وفلافونوئيدي أعلى من الخلاصة الايثانولية (11). في دراسة (2016 Nidhal Salem et al.) تم تحديد المحتوى الفينولي في الخلاصات الميثانولية، الأسيتونية والكلوروفومية لأزهار شوك مريم فكان المحتوى 22.19±0.36))، (6.39±0.29)، (9.70±0.15) ملغ مكافئ حمض الغاليك/غ على التوالي (8). وإلى جانب المحتوى الفينولي في الدراسة السابقة تم تحديد المحتوى الفلافونوئيدي أيضاً في أزهار شوك مريم فكانت النتائج (3.82±0.87)، (0.97±0.20)، (1.25±0.34) مكغ مكافئ كيرستين/ غ في الخلاصات الميثانولية، الأسيتونية، والكلوروفومية على التوالي (8). إن جميع القيم في الدراسة السابقة أقل من القيم التي تم الحصول عليها في البحث باستخلاص الأزهار بالايثانول 50%، مما قد يدل على أن الاستخلاص بالإيثانول 50% كان الأنسب للحصول على محتوى عالِ من الفينولات والفلافوئيدات من أزهار شوك مريم، وتُشير الدراسات إلى أن محتوى الفلافونوئيدات يتأثر إلى حد كبير بالعوامل البيئية والظروف المناخية المحيطة (الجفاف، ملوحة التربة، التعرض للشمس) ففي الدراسة التي أجراها2014)  (Adnan Zahir et al. بين أن محتوى الفينولات والفلافونوئيدات يتأثر جداً باختبارات الجفاف المحرض، ووصل أعلى محتوى فلافونوئيدي  في ثمار شوك مريم إلى (4.8 mgEQ/g) (14). تبّين لدى الاطلاع على الدراسات السابقة أن الاصطناع الحيوي للمستقلبات الثانوية في نبات شوك مريم ومن ضمنها عديدات الفينول يتأثر بالظروف المناخية القاسية (درجة الحرارة العالية، التعرض للشمس، الجفاف والملوحة (14). كما يختلف باختلاف النمط الجيني لنبات شوك مريم والذي يعزى إلى المنطقة التي جمع منها النبات (15). كذلك يختلف محتوى عديدات الفينول باختلاف القسم المستعمل من النبات وطريقة الاستخلاص المتبعة ونوع المذيب (8)، وهذا ما يفسر تفاوت المحتوى الفينولي والفلافونوئيدي لنبات شوك مريم بين الدراسات العالمية. وعلى عكس نبات شوك مريم Silybum marianum، وُجد أنّ الدراسات العالمية على نبات زند العبد Notobasis Syriaca قليلة، ففي دراسة أجراها (Abdullatif Azab 2018) حدد فيها المحتوى الفينولي لكل من الخلاصة المائية، الخلاصة الايثانولية، وخلاصة خلات الايثيل للأجزاء الهوائية لنبات زند العبد فكانت النتائج 17.25، 13.6، 7.47 ملغ مكافئ حمض الغاليك/غ للخلاصات الثلاثة على التوالي، وهو أقل من المحتوى الذي تم الحصول عليه في البحث هذا باستخلاص الأجزاء الهوائية بالايثانول 50% (2).

الاستنتاج Conclusion

تنبع أهمية هذه الدراسة في كونها بيّنت أن نبات زند العبد Notobasis Syriaca   يحتوي على كمية فينولات عالية وقريبة من تلك التي يحويها نبات شوك مريم Silybum marianun، فيما تتفوق ثماره من حيث المحتوى الفلافونوئيدي على ثمار شوك مريم. كما أنها سلطت الضوء على نبات هام من الفصيلة النجمية يُعتبر مصدراً غنياً بالفلافونوئيدات التي تركزت بشكل أساسي في الثمار، لا سيما وأن الفلافونوئيدات تتمتع بخصائص مضادة للسرطان، مضادة للتأكسد، مضادة للفيروسات، ومضادة للالتهاب. وهذا ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات عليه مستقبلاً لتحديد تأثيراته الدوائية المفيدة، وتحديد التركيب الكيميائي لمستخلص النبات ومكوناته الأكثر فعالية.

المراجع :

– العليوي ي. حصر أنواع جنسي الـcarduus, crisium  وأعدائها الطبيعية في السويداء وريف دمشق، (8-11-33) منشورات جامعة دمشق، كلية الزراعة، 2015.

2-Azab A. A Facile Method for Testing Antioxidant Capacity and total phenolic content of Notobasis Syriaca and Scolymus maculatus extacts and Their antifungal activity. European Chemical Bulletin, 7(8), 210-217, 2018.

3-Azab A; Nassar A; Mahajneh R.N. and Azab A. Effect of aqueous extract of Notobasis syriaca on lipopolysaccharide-induced inflammation on rats. Asian Pacific Journal of Tropical Medicine, 11(1), 48-52, 2018.

4-Bouharun T et al. Oxygen species scavenging activity of phenolic extract from Hawthorn fresh plant Arezneim-forsh. Drug Res, 1-6, 1996.

5-Lucini L et al. Phenolic Profile and in vitro antioxidant power of different milk thistle Silybum marianum (L.) Geartn-cultivars. Industrial Crops and Product, 83, 11-16, 2016.

6-Lisans Tezi Y; Bölümü K. and Akgül Y. Isolation and structural identification of compounds from Notobasis Syriaca L cass, 7-39. Ege University Graduate School of Natural and Applied Sciences, Izmir, 2009.

7-Quaglia M.G; Bossu E; Donati E; Mazzanti G. and Brandt A. Determination of silymarine in the extract from the dried silybum marianum fruits by high performance liquid chromatography and capillary electrophoresis, Pharm. Biomed. Anal. 19, 436-437, 1999.

8-Salem N; Dhifi W; Limam F. and Ben Chaouacha-chekir R. Antioxydant activity of Silybum marianum and Ajuga iva natural dyes. International Journal of control,energy,and electrical engineering, 3(2), 6-12, 2016.

9-Post-White J. et al. Advacne in the use of Milk Thistle, Integrative cancer therapies, 6(2), 104-109, 2007.

10-Radjabian T; Rezazadeh SH. and Fallah Huseini H. Analysis of silymarin components in the seed extracts of some milk thistle ecotypes from iran by HPLC. Iranian Journal of Science & Technology, 32(A2), 142-145, 2008.

11-Serçe A. et al. Antioxidant Properties of S. marianum Seed Extract. Food Technol. Biotechnol. 54 (4) 455-461 2016.

12-Sun J; Li X.H. and Yu X.L. Antioxidant activities, total flavonoids and phenolics content in different parts of silybum marianum plants. Chemical Engineering Transactions, 55, 37-42, 2016.

13-Yaldiz G. Effects of Potassium Sulfate K2SO4-on the Element Contents, Polyphenol Content, Antioxidant and Antimicrobial Activities of Milk Thistle Silybum Marianum. Pharmacognosy Magazine, 13(49), 102-106, 2017.

14-Zahir A; Abbasi B.H; Adil M; Anjum S; Zia M. and Ul-Haq I. Synergistic Effects of Drought Stress and Photoperiods on Phenology and Secondary Metabolism of Silybum marianum, Appl Biochem Biotechnol, 2014.